الشيخ أبو احمد سعيد الصفدي - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

الشيخ أبو احمد سعيد الصفدي
أيمن ابو جبل - 31\10\2012
ولد الشيخ سعيد الصفدي قرابة العام 1918 في بيت متواضع لعائلة فقيرة، وكان له أخّان وأخت واحدة. توفي والداه في عمر مبكر، وهو لم يبلغ السادسة من عمره بعد، فتكفل خاله من لبنان بتربيته وإخوته، فانتقل إلى قرية ابل السقي في لبنان حتى بلغ سن الـ14 عاماً، حيث عاد برفقة شقيقه نعمان الصفدي الى مسقط رأسه في مجدل شمس، بعد وفاة شقيقه الآخر وشقيقته في لبنان، وعاشا في منزل والدهما، حيث أقام الشيخ حتى وفاته.

يعتبر الشيخ أبو احمد سعيد الصفدي من كبار الشيوخ الأفاضل في الجولان السوري المحتل، ومن المتعبدين الكبار، حيث عاش يتيماً، وقضى معظم حياته متعبداً زاهداً في منزله.

عمل في بداية حياته، بعد عودته من لبنان، "قردحجياً"، وهي مهنة قديمة تعتمد على الأدوات البسيطة لصناعة السكاكين الصغيرة، وتصليح الأسلحة القديمة، وتصليح البوابير، واستعان في عمله بادوات في طرق الحديد والمعدن وتغير الشكل، من أهمها "الكير" والمنفاخ. وبرع الشيخ الجليل ايضاً في تربية طيور الحجل داخل بيته.

يقول أحد جيرانه ان الشيخ، ومنذ سنوات الخمسين في القرن الماضي يعمل على خدمة ومساعدة كل من يدخل بيته، وهو مضياف وكريم النفس. اعتزل الحياة العامة وتفرغ للعبادة والقراءة، وعمل من أجل قوت يومه مما تنتج يداه فقط، ولم يطلب ثمناً مقابل أي عمل قام به الا بما يضمن قوت يومه، وكان باب منزله مفتوحاً للصغير والكبير على حد سواء، ولم يتردد يوماً في تلبية أي طلب يستطيع فعله، ولا فرق ان كان ليلاً او نهاراً، بقى في منزله القديم حيث كان سقفه حتى الى ما قبل عدة سنوات مبنياً من التبن والاخشاب، وكلما تكسرت احدى الاخشاب عمل الشيخ على ترميمها وتقوية سطح البيت، وكان الكثير من محبيه وجيرانه يهرعون لتقديم المساعدة في ازالة الثوج عن سطح بيته في فصل الشتاء، وصيانته عن طريق وضع التبن عليه ودحله جيداً. وفي السنوات الأخيرة اجتمع أصحاب المشورة والرأي والجيران وقرروا صب سطح البيت بالاسمنت، خوفاً من انهياره في فصل الشتاء. ولا تزال تركيبة منزله من الداخل كما كانت منذ الخمسينات.

تميز الشيخ بالعفة والكرم والرصانة والهدوء الروحي. ويستذكر المقربون منه، من المشايخ وابناء حارته، انه لم يقبل هديه من أحد تعففاً منه، ورفض ان يكون في الواجهة او المقدمة، وانما اختار ان يكون مع عامة الناس وبينهم.. بعيداً عن الاضواء، وتحول منزله مع الوقت إلى مرجع ومقصد للكثير من الناس، على اختلاف درجاتهم، من متدينين وغيرهم. قد كان شيخنا محبوبا ًعند الجميع وكلمته نافذة ومقبولة عند الكل..

قبل عام تدهورت صحته بسبب تقدمه في العمر فبقى أهله واقرباؤه وجيرانه والعديد من رجال الدين الى جانبه، حتى اللحظات الاخيرة من حياته، خيث توفى صباح يوم الاربعاء الواقع في 31\10\2012، عند الساعة التاسعة صباحاً

وبسبب منزلته الدينية العالية قررت الهيئة الدينية في مجدل شمس دفن المرحوم في خلوة البلدة، وهي حالة نادرة لم يسبق أن حدثت سوى مرة واحدة في تاريخ البلدة، حين دفن المرحوم الشيخ أحمد طاهر أبو صالح هناك.